أبشّركُم بموتي وبميلادها هذا العام
.jpg)
قبل أن أفتحَ عيني
وجدتُك تنظرينَ إليّ
قبل أن أنطقَ باسْمكِ
تردّدَ صوتُك في أذني
وقبلَ أن تنحني وتحِيطي روحي بذراعيكِ
تدحرجَ ضوءُ المصباحِ في السّقفِ
وهناك عند البابِ...
عند البابِ... انْتصبتْ قامةُ رجل ـ هو أنا ـ نسيَ روحَه لدى امْرأة ـ هي أنتِ ـ
امرأة تَنظرُ إليّ فأراها..
تحدّثُني بصوتي
فأصغي إليها بسمعِها
هذه الأنثى البعيدة القريبة الأعداؤها خلف الأسوار يرمونها بالحراب، لا لينتصورا عليها بل ليهزموا رغبتهم في أن يروها ترمي لهم عظْمةَ رضاها ليلهثوا وراءها ليلهثوا...
هذه الأميرة، القدّيسة، الإلهة، الشيطانة الملاك..
المغمضةُ عليّ جفونها كحلم
المرصّعة كتفي بنيشان التبعية إليها
المشيرةُ لي ببنانها أن "سر وراء ظلي إلى الأبد"
هذه المتمرغُ وجهي على عتبتها
دوسي عليه حتى ينسحقَ أو يكونَ جديرا بك
حتى يموتَ أو يحيا مخلصا لك..
أحبُّها أكثر... منتشرة فيّ أكثر
لأمرضَ بها أكثر
وأنتشرَ أنا في كل الدنيا
ثم أعودُ إليها سالما من هذه الدنيا ومصابا بها...
أبشّركُم بميلادها هذا العام... بميلادها بعد ألفِ عام، هذا العام، فقد أخذتْ كاملَ وقتِها في مطاردتي ليختمرَ جمالُها ويكتملَ بموتي،
أبشّركُم بميلادها...
فقد أنجزتني وانتهتْ مني بإمعان
النهار اللبنانية 17 ماي 2010