لبنان ينتصر على وحش البشاعات...

حيثما تُولّي وجهك في لبنان فثمّة ذراع لأخطبوط الوراثات الزعاماتية العائلية والإقطاعية يمتدّ حولك. وهكذا لا يكونُ بوسعك إلا الاستسلام باخْتيار موقعك مع أحد الصّفوف أو الهروب بجلدك إلى فضاءات تسعُ روحَك المحلّقة.
وظلّ الفنّ رئة إضافية تمنح لبنان، هذا البلد الجميل، فرصة لتنفّس الهواء النّقي بعيدا عن عصبية الوراثات وصراعاتها التي تنتهي غالبا بإطلاق النّار في الشّوارع، أو الشّتائم عبر الميكروفونات، أو التّهم بين أروقة المحاكم حتى الدولية منها.
دائما كان لبنان ساحة لمعركة أو ساحة تؤدي إلى معركة. وكان الضّجيج يملأ الدنيا. فجأة ارْتفع صوت رقيق حالم يقول لنا: "فلْنصمتْ ولْنسمعْ فيروز". عبارة أطلقها فنّانون وعشاق للفن، وشابّات وشباب لبنانيون متجاوزون بالحب مللهم، وبالخير والجمال أعراقَهم، وبالفنّ المتفتح الرّاقي طوائفهم. وقفوا جميعا وسط بيروت معلنين احتجاجهم بصمت على القرار القاضي بمنع الفنانة فيروز من عرض مسرحية "يعيش يعيش"، استنادا إلى دعوة قضائية رفعها "ورثة منصور الرّحباني" ضدها متذرعين بما يسمى "حقوق الملكية الفكرية" حفاظا على "إرث والدهم".
علي مغازي /الجزائر