Loading...
gravatar

فاتنة الغرة.. هي .. نحن..

كلّما الهواء الذي يحكم الفعلُ المضارعُ تضاريسَه غزا «فاتنة الغرّة» اخْتنقتْ. فهل من شبيه لها؟؟. قالت: "تُشبهُها امرأةٌ ترتدي عبثها/ويشبهُها سَوطٌ يمدُّ خُطاه/ وَيشبهُها فراغٌ بحجْم سُؤال الخلق.. قالت: "فعلُ السؤال سَابقٌ للخَلق". " لهذا سألت الله أين يقعُ بيته الحقيقي؟.. ربما لو كانتـ (ـه) لما أجابت نفسها لأن "الإجابة فراغ آخر/ يثقُبُ القدم المنطلقة صوبـ" (ـها). ربما لو كانتـ (ـه) لاتّعظت من ذنوب الخَلق. لكن "الوَجَعُ سِرُّ الخَلْق/ وسرُّ الذَّاكِرة"؛ الذاكرة التي تجعل «فاتنة الغرة» "تُعطي الرَّحيلَ مَذاقَ المِلح".. نحو محطة/وصول.. نحو زمن رملي/شرفة وحدود غيمة.. و.. رجل هو "يُعيدُها لصُورَةِ البذرَةِ الأولى" وهي " تمحُو عن رمُوشهِ بقايا تجربته الأولى"؛ الذاكرة التي تتحقق في الزمن/البياض/المحو.. "الزّمن.. صِفر".. الـ "يستقرّ الزمنُ الآن".. "يقف متصلباً"؛ وهي.. ساعداها "تقرّحتا من حملِ الليالي".. تقيم منذ الأزل في العدم الفتوح وتأوي الفراغ إن لجأ إليها.. لا طرقات تسع خطوتها. فكلما خطت "تفقِد الكرة الأرضيّة توازنها".

تقول الشاعرة في ديوانها؛ (إلاي):
(...قليل من العَتمَةِ يكفِي لامْتِلاكِ الروحِ بياضها من جديد
قليل منَ الصَّمتِ يُحيلُ الجَسدَ سمعاً وقليل منه أيضاً يُشكّل منظومةً سمعيّةً أخرى
قليلٌ من امرأةٍ مائيةٍ يفجّرُ ينابيعَ الجهات المدوّرَة ويطلقُ أشلاءَها للريح...).

«فاتنة الغرة»؛ صوت شعري فلسطيني يغالط كل القراءات المسبقة، خلطة من التناقضات المفجعة... نحبها فنقترب منها ونقترب منها فنكون نصها.. نكونها.. و..ينقصنا القبض على زمام الجنون لنقرأها، وينقصنا نسيان أنفسنا لديها لنحفظها...
وينقصنا كل شيء ولا شيء.. فهي.. نحن.

-------------
بقلم : علي مغازي/ شاعر وكاتب جزائري
عن جريدة الجزائر نيوز -كتابات مبللة-


أحدث المواضيع

الأرشيف

سجّل معنا ليصلك جديدنا

أدخل بريدك الإلكتروني:

كن صديقي