الحرب قادمة على غزة فانتبهوا••

الجوع الإسرائيلي للدم الفلسطيني يكشر عن أنيابه، هذا ما توحي به أولى الضربات على طبول الحرب التي تسمع من هناك.. من دوائر القرار في تل أبيب. إنهم يتحدثون عن تنامي قوة الضحية المهددة لوجودهم، في وقت يطرق فيه ممثل المجموعة العربية أبواب مجلس الأمن وفي يده مسوّدة قرار يطالب إسرائيل بوقف الاستيطان.
أمواج عاتية من التحريض الإسرائيلي تُطلق في وجه فصائل المقاومة بقطاع غزة، ممهدة الطريق لحرب جديدة يجري التحضير لها.
العناوين الحمراء العريضة على صفحات «هآرتس» تشير إلى تسلّل خبراء من إيران وسوريا إلى القطاع لتدريب المقاتلين. لكن المقاتلين ينفون ذلك، على لسان عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي، «نافذ عزام»، مؤكدين أن "ما نشرته الصحيفة العبرية إنما هو مقدمة لعدوان جديد على غزة لضرب قادة المقاومة وعناصرها".
التقديرات الاستخبارية الإسرائيلية تقول إن: "عملية تعاظم قوة حماس تجري على أشدّها"، وهذه العبارة تجعل لعاب الأقلام الإسرائيلية المتعطشة للحرب تسيل، وحناجر المذيعين تضبط مفاتيحها استعدادا للمرحلة القادمة. وفي لندن خبر عاجل يمر على شريط أخبار «بي بي سي»، هيئة الإذاعة البريطانية، مفاده أن: "ضابطاً في الجيش الإسرائيلي أكد أن اندلاع حرب جديدة في غزة مسألة وقت، ما دامت «حماس» تسيطر على القطاع"، ويضيف هذا الضابط في الخبر العاجل، بالقناة المذكورة، أن: "حماس صارت أكثر تسلحا مما كانت عليه منذ الهجوم الإسرائيلي على القطاع قبل عامين، وصارت في موقع الأقوى عسكرياً". يا الهي ما أذكى هذا الضابط..!!
وفي وقت سابق، استنادا إلى «بي بي سي» دائما، أعلن عسكريون إسرائيليون أنهم "سينشرون دبابات مزوّدة بنظام دفاعي صاروخي قرب غزة، في أعقاب تزايد الهجمات الصاروخية من القطاع، الأسبوع الماضي". وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، "غابي أشكينازي"، قد قال في جلسة برلمانية مغلقة: "إن الوضع في الجنوب لا يزال هشّاً للغاية ومتفجراً".
في هذا الوقت لا يزال ممثل المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة يطرق باب مجلس الأمن وفي جيبه المثقوب مسوّدة قرار يجدّد مطالبة الاحتلال الإسرائيلي بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، إنه ينادي: " هل من أحد.. هل من أحد هنا؟؟.. إن الاستيطان غير شرعي ويمثّل عقبة رئيسية أمام التوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة". يا الهي ما أطيب هذا الممثل..!!..
بواب مجلس الأمن رد عليه أخيرا: "آسفون لا أحد هنا"، ولهذا توجه الممثل إلى مجموعة عدم الانحياز طالبا الدعم والمؤازرة، رغم يقينه بأن مجلس الأمن لن ينظر في مسودة القرار قبل شهر جانفي المقبل، أي بعد انتهاء فترة رئاسة الولايات المتحدة، وتسليمها للبوسنة، ناهيك أن مندوبة الولايات المتحدة الدائمة لدى مجلس الأمن، «سوزان رايس»، تتمسك برفضها بحث أي مشروع قرار يمسّ شعرة من رأس إسرائيل.
ألمْ تروا «رايس» وهي تلتفت إلى مندوب فلسطين المراقب «رياض منصور» قائلة له: «يا عزيزي أنا أفضّل عدم زج مجلس الأمن الدولي في هذه القضية.. ما رأيك.؟؟!!".
-------------
بقلم : علي مغازي/ شاعر وكاتب جزائري
عن جريدة الجزائر نيوز -أحاديث مبللة-
25-12-2010



