Loading...
gravatar

القذافي.. غباء بأظافر معقوفة وشعر منفوش وأسنان ملوثة بالدم..

القذافي ونجله سقطا أخيرا، رمزيا وعمليا، ولم يعد بوسعهما مواصلة اللعبة الدموية، إنهما يؤديان رقصة الديك المذبوح فحسب، بعدما فقدا كل الحظوظ للبقاء على رأس نظامهما البائد.
القذافي ونجله لم يكونا مجرمين وساديين ومعتوهين فقط، بل كانا أيضا نموذجين للغباء الصارخ.. غباء بأظافر معقوفة وشعر منفوش وأسنان ملوثة بالدم..
لقد هددا في خطابيهما باستخدام كل ما يملكان من وسائل القوة العسكرية لسحق الثورة الشعبية، وأعلنا أنهما مستعدان لمواصلة القتال حتى آخر قطرة حياء، ولو كان الثمن إحراق ليبيا بكاملها. هذا التهديد السافر سرب مخاوف لليبيين الثائرين ولجميع العرب المساندين لثورة أحفاد عمر المختار، لكنه لم يحرك شعرة واحدة من رأس الغرب المعني بمصالحه وامتيازاته فقط.
ما أثار حفيظة الغرب هو ما تناهى من تقارير عن خطة أعدها المجرم القذافي وابنه المدمن على الهلوسة، تفترض بدء تفجير أنابيب تصدير النفط الليبي الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.
القذافي بهذه الخطة اللعينة ظن أنه يبعث برسالة إلى القبائل الليبية مفادها "أنا أو الفوضى". لكن الرسالة تلقاها الغرب بكل قلق.
صحيفة (إن أر سي هاندلسبلاد) الهولندية، في عددها ليوم الأربعاء 23-02-2011، رأت أن القذافي يجب أن يمثل أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. والواقع أن الصحيفة المذكورة لا تعني بعبارة الإنسانية مآسي الناس في ليبيا، من أطفال ونساء وشيوخ وشباب... وقتلى بالمئات وجرحى بالآلاف ومشردين ومختطفين، إنما تعني ببساطة شركات النفط والمؤسسات الاقتصادية الأوروبية التي بدأت أنشطتها في ليبيا منذ عام 2003 عندما تحول القذافي من شخص رافض ومتمرد إلى شريك مذعن وتابع لأسياده تحت مسمى الحوار. لقد طالبت الصحيفة جميع الأوروبيين باتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة لتركيع القذافي وأتباعه. لأنه يهدد مستقبلهم النفطي. وقد وجدوا الذريعة في جرائمه ليحاكموه مستقبلا حتى لا يتجرأ غيره من المعتوهين على رفع رأسه أمام أرخص وأقذر حذاء أوروبي.
أنها ازدواجية المعايير مرة أخرى، تحت عنوان: النفط أغلى من دم الإنسان العربي.

-------------
بقلم : علي مغازي/ شاعر وكاتب جزائري
عن جريدة الجزائر نيوز -أحاديث مبللة-

أحدث المواضيع

الأرشيف

سجّل معنا ليصلك جديدنا

أدخل بريدك الإلكتروني:

كن صديقي