Loading...
gravatar

من أجل ألا تتورط تونس في 'لجنة إنقاذ تونس'..


مرة أخرى يعود بعض التونسيين إلى الشارع وتعود الهراوات والقنابل المسيلة للدموع، ويُرفع ذلك الشعار الذي كان ممنوعا في تونس طيلة عقود، وصار بعد ثورة 14 يناير، مجرد شعار يتداوله أيّ كان في أي وقت؛ "نطالب بإسقاط الحكومة"..

المتظاهرون ذاتهم، وإن تغيرت الوجوه، في شارع "الحبيب بورقيبة" ذاته، بذات العاصمة التونسية.

الشرطة ذاتها بالزي ذاته، والقنابل تم جلبها من المخازن ذاتها، مخازن نظام الرئيس المطاح به زين العابدين بن علي.

إنها مظاهرة فحسب، تم تنظيمها الخميس 05 ماي 2011، بعد ساعات من نشر وزير الداخلية السابق فرحات الراجحي شريط فيديو على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يقال أنه تضمن "أسرارا خطرة" عن عمل حكومة الباجي قايد السبسي. وهذا ما أثار حنق بعض التونسيين فنزل 500 منهم إلى الشارع. وغدا قد يكونون 5 آلاف شخص، وبعد أيام قد يتضخم العدد إلى 50 ألف، فإلى إضراب شامل، وأخيرا عصيان مدني.

السيد فرحات الراجحي يقول في هذا الشريط، إن الجيش سينفذ انقلابا عسكريا إذا وصلت "حركة النهضة" الإسلامية إلى الحكم، أو إذا خرج الحكم من يد "السواحلية"، أي سكان ولايتي سوسة والمنستير الساحليتين اللتين انحدر منهما أول رئيسين لتونس المستقلة.

المتظاهرون رددوا شعارات عديدة أهمها "الشعب يريد ثورة من جديد".

والثورة هنا لا تعني سوى أن تتطور الأمور إلى حالة من التوتر الشديد، ثم الفلتان.. وهكذا تضعف الدولة وتنهار قدرتها على السيطرة. بعد ذلك تستيقظ لدى الراغبين في الاستعلاء على السلطة شهية الانقلاب على الشرعية. ويحدث صراع لا ينتهي إلا بظهور شلة من الأشخاص، يسمون أنفسهم "لجنة إنقاذ تونس". ويكون عملهم منصبا على إقصاء الجميع من تونس وإقصاء تونس من التاريخ.

متحدث حكومي وصف تصريحات فرحات الراجحي بـ"الخطيرة" لأنها تصدر من مسؤول كبير "في وقت حساس تحتاج فيه البلاد إلى صوت الحكمة والعقل" واتهمه بـ"الترويج لمعلومات غير صحيحة تثير الشك" إلى جانب أنها معلومات "تمس بالنظام العام".. ناهيك أنها تشعل "النعرات الجهوية" وتخل بـ "هيبة المؤسسة العسكرية التي تحظى بتوافق وطني شامل''.

وعبارة "هيبة الدولة" تثير كثيرا من المخاوف، ذلك أن الدولة التي تنهار، ثم تحاول استعادة قوتها، تحتاج لسفك الكثير من الدماء. الدماء التي إذا سالت، لا سمح الله، لن يكون بوسع التونسيين أن يطالبوا حتى بسقوط فأر، سيكون حلمهم الوحيد أن يناموا بسلام ليستيقظوا غدا..

أيها التونسيون أحبوا تونس واجعلوها فوق كل شيء। إن اللغات لتنقرض وتبقى تونس، الإيديولوجيات تنقرض وتبقى تونس، والديانات أيضا تنقرض وتبقى تونس. لكن، لا معنى أن تبقى تونس إذا لم يكن التونسيون تونسيين.

بقلم : علي مغازي/ شاعر وكاتب جزائري

من أجل ألا تتورط تونس في 'لجنة إنقاذ تونس'.. 2011-05-07

أحدث المواضيع

الأرشيف

سجّل معنا ليصلك جديدنا

أدخل بريدك الإلكتروني:

كن صديقي