Loading...
gravatar

خفقُ جناحيَّ يغنّيكِ: آزادي.. آزادي

نص: هوشنك أوسي











شرَّعتُ شبابيكي والأبواب، شوارعيَ والأزقّة، لهبوبكِ يا دمشقُ، فصيغي لي وشاحاً من أريجِ ياسمينك وشاحاً، ألفُّ بهِ شاهدةَ ضريحِ محمد معشوقَ الخزنوي.

قالتها قامشلو، وهي تمطرُ حبوراً ورنيماً، والليلُ مقْشَعِرٌّ، هاتفةً لحماة: آزادي.. آزادي.
رهينُ عشقِكِ والشّاعرً الكتومُ أنا.

لكأنّي للتوِّ انصتُ لرنينِ خلاخيلكِ وأنت تعبرينَ شِغافَ الفجرِ إلى عميقِ خيالي والفؤاد.

لكأنِّي للتوِّ اكتشفكِ، عابراً منكِ إليَّ، فأهديكِ الأبدَ أراجيحاً وقلائد.

قالها بردى لدمشقَ، مدوّناً خفقَ الفرات: آزادي.. آزادي.


لملمتُ شتاتيَ والأقاصي، مرتدياً قصيدَ "المتنبّي"، مُكللاً بعبقِ الزّعتر والرّيحان.

آتيكِ من جزيلِ الوجعِ وسحيقِ الأنين، جياداً من فيضِ الهوى، مسروجةً بالأقاحي والنّسرين، ساجداً، خاشعاً لعينيكِ يا شآم، فاتحاً لكِ قلبيَ كردستاناً من فراديسِ العشقِ.

قالها يوسف العظمة، مضرّجاً باللاذقيّةِ، مزداناً بغابات طرطوس.

هي ذي ديريك، محنّاةً برنين أجراس الكنائس.

فستانها، زغاريدُ السّريانيّات، وتراتيلهنَّ، إكليلها.

هي ذي ديريك، ترتِّلُ "آية الكرسي"، وتمضي نحو جبل العرب الأشمّ، والأرضُ من تحتِ قدميها تزلزل مرددةً: آزادي... آزادي.

يا سُبحانَ قدِّها الهفهافِ، وشامخِ دمها الفائحِ نوروزاً وآزادي!.

حريقها حريقي، وحريقيِ؛ ترجمانُ آلامِ الكُردِ.

قالتها عامودا لحماة، حاملةً بيمينها "رسائل الحكمة"، وبيسارها "نهج البلاغة"، وعلى صدرها صليبٌ من أشعارِ الزّيزفون، وهي تردد: حريّة.. آزادي.


الآن...

وصليلُ الغربةِ ينهشني، يعتصرني لهيبُ التّوقِ لعناقكِ.

لا دمي، قادرُ على ترجمةِ حنيني، ولا الخيال.

لا القصيدُ يكوي جراحيَ والأحزان، ولا الثّوراتُ تروي ظمأها.

ما أعلمهُ، أنني أطيرُ إليكِ هارعاً، وخفقُ جناحيّ يغنّيكِ: آزادي.. آزادي.


15/2/2012










أحدث المواضيع

الأرشيف

سجّل معنا ليصلك جديدنا

أدخل بريدك الإلكتروني:

كن صديقي