Loading...
gravatar

التلفزيون الجزائري في المرتبة الأولى عالميا

بقلم: علي مغازي

التلفزيون الجزائري يحتل المرتبة الأولى عالميا في إطلاق الابتسامات ورسائل الشكر للأهل والأقارب ولجميع سكان الحومة صغيرا وكبيرا، ويمكن خصّ أحدهم بالذّكْر. كما أن هذا التلفزيون متفوق في تبذير تلك التعابير المرحة التي يوجهها الزميل فلان للزميلة فلانة، بينما الضيوف من الفنانين وذوي الأفكار النيرة يتوالون على الجلوس لدقائق أمام المنشط الأنيق جدا. وعادة ما يشيد هؤلاء الضيوف بأي سؤال يتلقونه قبل أن يشرعوا في الكلام عن حب الوطن وطاعة الوالدين ورسالة الفن في المجتمع ومجهودات والي ولاية كذا.. دون نسيان الإشادة بكل من شارك من قريب أو بعيد في إنجاح هذا المسعى أو ذاك، خاصة سكان مدينة كذا.. كما يمكن خص التلميذ فلان الفلاني بتهنئة على فوزه بشهادة التعليم الابتدائي.
الجميع في التلفزيون الجزائري يقول ما يجب قوله، والمنشطون ينشطون بلا هوادة إذ لديهم لائحة من التعابير تعلموها عن ظهر قلب، مما ساعدهم على كسب رضا المشاهدات والمشاهدين في ربوع جزائرنا الحبيبة.. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار. ويمكن خص أحدهم بالدعاء على ما بذله من غال ونفيس في سبيل دحر جحافل الأعداء.. الأعداء.. الأعداء.. والآن نقدم لك سيدتي فقرة خاصة بحواء وعالم الموضة 2011، مع السيدة فلانة أخصائية في معالجة التجاعيد.
مع نهاية الفترة الصباحية تبدأ برامج الأطفال التي ينتهي أغلبها بعبارة (تمّتْ الدبلجة في استوديوهات كذا وكذا).. والواقع أن جميع البرامج الموجهة للأطفال مدبلجة. أما تلك الموجهة للكبار، فهي في الأصل برامج ليست موجهة للأطفال، لكنها مدبلجة أيضا.. وحدها نشرة الأخبار غير مدبلجة، إنها إنتاج جزائري خالص، لكنها أيضا غير موجهة للأطفال وغير موجهة للكبار.. إنها باختصار غير موجهة لأي كان سوى للأشخاص المحتمل أن يظهروا فيها.



علي مغازي كاتب بري

أحدث المواضيع

الأرشيف

سجّل معنا ليصلك جديدنا

أدخل بريدك الإلكتروني:

كن صديقي