قناة الجزيرة تخون ثقة "القاعدة" إذعانا لضغوط ساركوزي


تذرّعت قناة الجزيرة القطرية بـ"المعايير الأخلاقية" لتفادي الإحراج الذي يمكن أن يلحق بها من بث مقاطع فيديو خصها بها مرتكب هجومي مدينة تولوز الفرنسية القاتلين محمد مراح.
وقالت القناة إنها قررت بعد مراجعة مقاطع الفيديو التي أرسلت لمكتبها في باريس ان تلك المقاطع لا تضيف أي معلومات جديدة كما أنها لا تتماشى مع المعايير الأخلاقية لقناة الجزيرة.
وفور الإعلان عن حصول القناة على المقاطع المذكورة تتالت التساؤلات على مواقع إلكترونية وفي وسائل إعلام فرنسية عن دواعي اختيار عضو تنظيم القاعدة مراح للجزيرة لمدها بالشريط.
ولم يتردد أحد المعلقين في اعتبار ذلك "عربون ثقة من التنظيم في القناة التي تبدو في معالجتها لبعض الأخبار والمواد المتعلقة بأنشطة القاعدة، غير مُدينة لجرائمها مهما خلفت من ضحايا".
واستشهد بحيازة الجزيرة قصب السبق في الحصول على أشرطة مسجلة للكثير من التنظيمات المسلحة التي تتبنى فيها عمليات بعينها أو تعلق من خلالها على أحداث سياسية كبرى أو توجه بيانات ونداءات لأتباعها.
وكثيرا ما مرت تسجيلات زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وخليفته أيمن الظواهري عبر قناة الجزيرة.
وتحرص الجزيرة على استخدام مصطلح "ما يسمى الإرهاب" لتسمية الأعمال والتنظيمات التي يكاد يوجد إجماع دولي حول تجريمها.
وكانت الاتهامات للقناة القطرية بـ"التواطؤ مع الإرهاب" بلغت أوجها عندما عرضت سنة 2007 على قرّاء موقعها الالكتروني استفتاء يدور سؤاله حول ما إذا كانوا يؤيدون تفجيرين ارهابيين نفذا بالجزائر وخلفا عديد القتلى المدنيين.
كما حامت الشكوك حول القناة عندما أدين مراسل لها من قبل القضاء الإسباني بتهمة ربط صلات مع تنظيم القاعدة.
ويتجاوز الإحراج هذه الأيام قناة الجزيرة الى الدولة الراعية لها قطر التي رفضت فرنسا أن تستقبل رجل الدين يوسف القرضاوي الحامل لجواز سفرها الديبلوماسي على خلفية اتهامات له بالتحريض على التشدد الديني.
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي "لقد أبلغت امير قطر شخصيا ان هذا الرجل ليس مرحبا به على اراضي الجمهورية الفرنسية".
وكان هنري غاينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي أكد قبل ذلك أن فرنسا لا تريد "اي داعية متطرف" على أراضيها وقال "هناك الكثيرون الذين سيمنعون من دخول الاراضي الفرنسية" بعد قضية تولوز.
وفي قضية فيديو محمد مراح، دعا ساركوزي وعائلات ضحايا هجمات تولوز ومونتوبان وسائل الاعلام الى الامتناع عن بث الشريط عن اعمال القتل التي ارتكبها الاسلامي المتشدد في فرنسا.
وأعلنت الجزيرة أنها "طبقا للسلوك الاخلاقي ونظرا لحقيقة ان شرائط الفيديو لا تضيف اي معلومات، فإنها لن تبث محتوياتها".
واضافت ان الشرائط وهي بعنوان "القاعدة تهاجم فرنسا" ارسلت الى مكتبها في باريس، تم تسليمها الى الشرطة الفرنسية.
وتصور اللقطات قتل مراح لسبعة اشخاص بين 11 و 19 الشهر من الحالي في تولوز ومنتوبان، جنوب غرب فرنسا.
ولا تبدو "المعايير الأخلاقية" التي أوردتها الجزيرة لتبرير عدم نشر شريط جرائم محمد مراح مقنعة، ذلك أن القناة ذاتها تبث يوميا مشاهد مقززة للقتل في سوريا وأحيانا لأطفال منكّل بهم.