Loading...
gravatar

هيا نستورد حكومة وبرلمانا وجماهير..



بقلم: علي مغازي / أحاديث مبللة

تأهلنا إلى كاس العالم في جنوب إفريقيا 2010 لكرة القدم، بفضل لاعبين محترفين في نوادي أوروبية عريقة، لها خبرة كبيرة في تطوير مهارات اللاعب وصقل موهبته واستثمار طاقاته، ليكون مهيئا لخوض المباريات الكبيرة حتى تلك المتعلقة بكأس العالم. وهذا ما حدث بالفعل. لقد جلبهم سعدان وخاض معهم مغامرة التأهل إلى المونديال حيث واجهوا أعتى المنتخبات فأبدعوا وتفننوا، فكانوا محترفين إلى أبعد حد في لعبهم وفي تصريحاتهم وتسريحاتهم.. وحتى أثناء ظهورهم في الشارع وتعاملهم مع المعجبين فاستحقوا بذلك صفة الأبطال.

وصل أدبنا باللغة الفرنسية إلى مرتبة العالمية، بفضل كتاب احتضنتهم وروجت لهم مؤسسات ثقافية ووسائل إعلام ودور نشر أوروبية، وفتحت أمامهم فرص الاحتكاك بالتجارب المختلفة، فاكتسبوا الخبرة اللازمة والتكوين الضروري والاحترافية المطلوبة، وهكذا صاروا كتّابا عالمين.


فنانو "الراي" كذلك كانوا في الجزائر مجرد هواة؛ همهم الوحيد الحصول على فرصة للغناء في حفل زواج أو ختان. عندما ذهبوا إلى بلاد الفن والحرية صاروا فنانين كبارا، يحرص الملوك والملكات على حضور حفلاتهم.


مخرجو الأفلام السينمائية استقروا بالعواصم الأوروبية فنافسوا على أكبر الجوائز العالمية.


الصحفيون أيضا، والرسامون والمهندسون ورجال الاقتصاد وعارضات الأزياء، الحرفيون ورجال الأعمال.. كلهم صاروا مهمين وفرسانا ونجوما.


لدي اقتراح، وسأطرحه بكل جرأة وأتمنى أن يصل إلى أعلى مراكز القرار.


ما رأيكم أن نستعين بمناجير في السياسة، يتنقل بين العواصم الأوروبية والأمريكية ويحضر أعمال المنتديات السياسية ليجمع لنا فريقا من الوزراء، كما جمعنا في السابق فريقا لكرة القدم، ثم تقوم جهة مخولة بالتعاقد معهم وفق شروط محددة، وذلك برسم أهداف يجب بلوغها، وإلا فسيتم التخلي عن اللاعب الوزير إذا فشل في تحقيق ما تم الاتفاق عليه سلفا.


في حال نجاح العملية يمكن تعميمها، وذلك بجلب ولاة محترفين نضعهم على رأس كل ولاية ونراقب أداءهم خلال كل موسم سياسي، ثم نجلب رؤساء دائرة ذوي كفاءة. ولا يبقى أمامنا إلا مشكلة بسيطة وهي أن نستعين برؤساء بلديات محترفين ولو في نوادي خاصة بالأصناف الصغرى.


أما بالنسبة لتلك القوى التي يجب توفرها لإضفاء طابع المصداقية على النظام الديمقراطي، ولو من حيث الشكل، فأمرها ليس عسيرا تماما، إذ يمكن الاستفادة من خدمات برلمانيين ذوي لياقة عالية ومدربين بأحدث الأساليب في مدارس التمثيل النيابي ذات الباع الطويل والعريض، ولا مانع أن ننشئ فرقا للمعارضة بنفس الطريقة مجهزة بقواعدها. هكذا ستكون لنا دولة قوية تتأهل إلى كل كؤوس العالم في السياسة الداخلية والخارجية.


لكن هناك مشكلة. ماذا نفعل إذا خرجت الجماهير إلى الشارع بنفس الطريقة التي خرجت بها أثناء الأحداث الأخيرة؟


حقا إن الجواب لصعب وربما يحتاج إلى استفتاء للإجابة عليه: (
هل توافق على استيراد جماهير من الخارج والاستغناء عن خدمات الجماهير المحلية لخوض الاستحقاقات المقبلة.. نعم أو لا..؟؟)..


علي مغازي كاتب بري

أحدث المواضيع

الأرشيف

سجّل معنا ليصلك جديدنا

أدخل بريدك الإلكتروني:

كن صديقي