خطة للإطاحة بالحكومة في رمشة عين
عندما تصوب الممثلة الجزائرية الشابة "بشرى عقبي" عيونها عبر الشاشة نحوك، تشعر أنك ـ دون خلق الله ـ مستهدف وأعزل، وأنك قابل للانخراط في كل أشكال المقاومة إلا مقاومة العيون الجميلة، بل إنك بمقدار ما تستسلم لهذه العيون وتذعن لسلطانها ينمو لديك حس الدفاع عن الذات والهوية والأرض التي تعينك على البقاء واقفا. إنك تنهزم أمام السحر المكحّل وتسعد بهزيمتك، وقد يصل بك الأمر إلى محاولة تعميم هذه الهزيمة والترويج لها بدعوة الناس للانضمام إلى فريق يحمل شعار "وتقتلنا الحسان بلا قتال".
قال الشاعر الجزائري "الطيب لسلوس" في قصيدة له: "أحيانا أفكر أنك لا تنامين من فرط حدّة عينيكِ.. لأنّ دقتَهما لا تدعُ شيئا يمرّ إلى النّوم". وهذا ما ذكرني بمقولة أحدهم عندما وجد نفسه وجها لوجه مع عيون تصيب بالصرع. لقد نظر إليها وأطلق هذه العبارة :"...وهل تنامين... هل يطاوعك قلبك على النوم.. إن هذا لكثير جدا... !!!؟". لا أدري ماذا كان رد صاحبة تلك العيون ولا أدري ماذا فعل هو بعد ذلك، أظن أنه صمت أو أحس بحكّة تحت جلده أو تحت أي شيء آخر. لكنه بالتأكيد تمنّى لو كان شاعرا أو رساما ليعبر عن أحاسيسه كما فعل "الطيب لسلوس". لقد قذفت صاحبة هذه العيون في قلب صاحبنا حب الجمال.. وهكذا ربح الوطن مواطنا صالحا لا خوف عليه ولا هم يحزنون.
ذكرت شيئا من هذا للشاعر الجميل "عاشور فني" فقال لي... "هه.. هل تعرف!؟... إن العيون الجميلة لا تكف أن تكون جميلة حتى في الساعة الثانية صباحا!!.. حيث لا أصباغ ولا كحل، لا رموش اصطناعية ولا عدسات... الزيف ينهار وتبقي الحقيقة". الله على هذه الحقيقة... "إذن اطمئنوا على بقاء الحقيقة حقيقية ولو على الساعة الثانية صباحا".
الاقتصاد في الجزائر يتراجع. مستوى المعيشة ينخفض. القطاع السياحي مقطوع الأوصال. المؤسسات الصحية مريضة.. الأسعار تلتهب.. المدارس مكتظة والتعليم يحصل باستمرار على علامة صفر.. كل شيء صفر.. إلا عيون النساء الجزائريات فهي ـ عكس كل القطاعات ـ في ارتفاع دائم والمنحنى البياني يؤكد هذا.
من المفيد حقا أن (الحكومة) لا تفكر بإنشاء وزارة للعيون الجزائرية، وإلا لكنا خسرنا المزيد من المكاسب؛ فأفضل منجزاتها أنها تدع العيون تزداد جمالا وهي غير منتبهة.
دائما كنت أعتقد أن الشعوب التي تعشق الجمال وتمجده وتذعن له وترفع الراية البيضاء أمام جبروته، لا يمكن إخضاعها أبدا. إنها تنتفض في أي لحظة وتستعيد كرامتها وتبني دولتها التي لا تزول إلا بزوال الجمال.
تريدون أن تعارضوا النظام وتحاربوا الفساد وتقاوموا الأعداء وتطيحوا بالحكومة.؟؟ حسنا لدي خطة... اتصلوا بأقرب عيون جميلة إلى سكناكم وقوموا بمغازلتها حتى مطلع الفجر. في صباح اليوم التالي تجدون أن رئيس الحكومة... قد استقال...
-------------
بقلم : علي مغازي/ شاعر وكاتب جزائري
عن جريدة الجزائر نيوز -كتابات مبللة-