ساركوزي الذي أسقط القذافي وقتله فعليا سيسقط هو أيضا ويموت سياسيا

الرجل الذي أخر مكانة فرنسا
العرب- زهير دراجي - بعد أشهر من حسم المعركة في ليبيا بإزاحة معمر القذافي وعائلته وأتباعه عن الحكم، بدأت أصداء تلك المعركة ترجع نقدا لطريقة إدارتها ونتائجها الجانبية على البلد ومحيطه.
وتتجه سهام النقد لحلف الناتو، لكنها تتجه بتركيز أكبر نحو الدور الفرنسي في الحرب الليبية حيث يعتبر الرئيس نيكولا ساركوزي في مقدمة المتحمسين لخوضها، غير أن ناقديه وخصومه السياسيين يأخذون عليه عدم امتلاكه لتصور واضح للتوقي من تبعاتها على المنطقة حيث المصالح الحيوية لبلاده.
وحمّل قائد جهاز المخابرات الفرنسية سابقا، إيف بوني، حكومة ساركوزي مسؤولية ما وصفها بالفوضى التي تشهدها ليبيا ومالي، معتبرا أن انعدام الثقة بين الجزائر وفرنسا زاد من تفاقم الوضع في منطقة الساحل الإفريقي.
ويأتي ذلك بينما تحدث تقرير لحلف شمال الأطلسي عن عيوب كبرى شابت الحملة على نظام معمر القذافي في ليبيا.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن التقرير أشار ضمن العيوب إلى صعوبة تبادل أعضاء الحلف للمعلومات الاستخبارية، والافتقار إلى المخططين المختصين والمحللين والاعتماد الكلي على طائرات الاستطلاع الأمريكية، وأن الحلف كان لديه 40 بالمئة فقط من الطائرات المطلوبة لاعتراض الاتصالات الإلكترونية، وهو ما قوض فعالية العملية العسكرية.
وأشارت ذات الصحيفة إلى أن هذا التقرير يهدم المزاعم التي قيلت بأن التدخل في ليبيا شكَّل عملية نموذجية يمكن للناتو أن ينفذها ضمن حملة أكثر تعقيدًا في سوريا دون التعويل بنسب متفاوتة على الجيش الأمريكي.
وبالنسبة لفرنسا يروج بين الأوساط الاعلامية بالبلاد أن الحملة التي ساهم الرئيس الفرنسي بفعالية في قيادتها بليبيا وكانت نتيجها إزاحة القذافي من الحكم وقتله ستؤدي لنتيجه مشابهة داخل فرنسا ذاتها حيث يرجح أن تساهم في هزيمة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الوشيكة وربما قتله سياسيا باعتباره ارتكب أخطاء استراتيجية فادحة تساهم في المزيد من تراجع مكانة فرنسا بإفريقيا، هذه القارة التي دخلت الصين والولايات المتحدة بقوة إلى حلبة الصراع على النفوذ فيها.
وفي أوج حرارة الحملة الانتخابية يتهم ساركوزي بأنه فتح بؤرة توتر بالشمال الافريقي وحوله بمنطقة الساحل والصحراء.
ويتهمه خصومه تحديدا بجزء من المسؤولية على فوضى السلاح في ليبيا، وبالتالي عن الوضع في مالي الذي شهد تمردا في شماله وانقلابا ضد حكومته المدنية.
وتحمل أحداث ليبيا ومالي مخاطر على الجزائر التي تبذل جهودا شاقة للحد من خطر التنظيمات الاسلامية المسلحة، حيث يمثل حصول تنظيم القاعدة على أسلحة من ترسانة القذافي تقويضا لتلك الجهود.
وفي انعكاس مباشر لتلك الأحداث نُفذت عمليتا خطف لمسؤولين جزائريين، سبق واستهدفت الأولى محافظ منطقة اليزي بالجنوب الجزائري، واستهدفت الثانية الطاقم القنصلي الجزائري بشمال مالي.
ورغم الخلافات الفرنسية الجزائرية الكثيرة إلا أن دوائر فرنسية تعتبر أن الجزائر تمثل بجيشها القوي صمام أمان ضد انتشار العنف الاسلامي المسلح.
وعلى العكس من الولايات المتحدة لا ترغب النخب الفرنسية الحاكمة في صعود الاسلاميين الى الحكم بالدول العربية.
ويعتبر ملاحظون فرنسيون أن ساركوزي ساهم في توطيد نفوذ الإسلاميين في المنطقة ومن ذلك أن أُعلنت إمارة إسلامية في الشمال المالي ما يوفر ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة الذي كثيرا ما تعرض بشكل مباشر للمصالح فرنسا بالمنطقة عبر اختطاف رعايا فرنسيين عاملين بمشاريع حيوية فرنسية على غرار اختطاف عمال تابعين لشركة "أريفا" الفرنسية العاملة في استخراج اليورانيوم بالنيجر.
وقال أحد المعلقين إن ساركوزي قرّب النار من مناجم اليورانيوم التي تستفيد منها فرنسا بشكل رئيسي.
مواضيع ذات صلة:
وتتجه سهام النقد لحلف الناتو، لكنها تتجه بتركيز أكبر نحو الدور الفرنسي في الحرب الليبية حيث يعتبر الرئيس نيكولا ساركوزي في مقدمة المتحمسين لخوضها، غير أن ناقديه وخصومه السياسيين يأخذون عليه عدم امتلاكه لتصور واضح للتوقي من تبعاتها على المنطقة حيث المصالح الحيوية لبلاده.
وحمّل قائد جهاز المخابرات الفرنسية سابقا، إيف بوني، حكومة ساركوزي مسؤولية ما وصفها بالفوضى التي تشهدها ليبيا ومالي، معتبرا أن انعدام الثقة بين الجزائر وفرنسا زاد من تفاقم الوضع في منطقة الساحل الإفريقي.
ويأتي ذلك بينما تحدث تقرير لحلف شمال الأطلسي عن عيوب كبرى شابت الحملة على نظام معمر القذافي في ليبيا.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن التقرير أشار ضمن العيوب إلى صعوبة تبادل أعضاء الحلف للمعلومات الاستخبارية، والافتقار إلى المخططين المختصين والمحللين والاعتماد الكلي على طائرات الاستطلاع الأمريكية، وأن الحلف كان لديه 40 بالمئة فقط من الطائرات المطلوبة لاعتراض الاتصالات الإلكترونية، وهو ما قوض فعالية العملية العسكرية.
وأشارت ذات الصحيفة إلى أن هذا التقرير يهدم المزاعم التي قيلت بأن التدخل في ليبيا شكَّل عملية نموذجية يمكن للناتو أن ينفذها ضمن حملة أكثر تعقيدًا في سوريا دون التعويل بنسب متفاوتة على الجيش الأمريكي.
وبالنسبة لفرنسا يروج بين الأوساط الاعلامية بالبلاد أن الحملة التي ساهم الرئيس الفرنسي بفعالية في قيادتها بليبيا وكانت نتيجها إزاحة القذافي من الحكم وقتله ستؤدي لنتيجه مشابهة داخل فرنسا ذاتها حيث يرجح أن تساهم في هزيمة ساركوزي في الانتخابات الرئاسية الوشيكة وربما قتله سياسيا باعتباره ارتكب أخطاء استراتيجية فادحة تساهم في المزيد من تراجع مكانة فرنسا بإفريقيا، هذه القارة التي دخلت الصين والولايات المتحدة بقوة إلى حلبة الصراع على النفوذ فيها.
وفي أوج حرارة الحملة الانتخابية يتهم ساركوزي بأنه فتح بؤرة توتر بالشمال الافريقي وحوله بمنطقة الساحل والصحراء.
ويتهمه خصومه تحديدا بجزء من المسؤولية على فوضى السلاح في ليبيا، وبالتالي عن الوضع في مالي الذي شهد تمردا في شماله وانقلابا ضد حكومته المدنية.
وتحمل أحداث ليبيا ومالي مخاطر على الجزائر التي تبذل جهودا شاقة للحد من خطر التنظيمات الاسلامية المسلحة، حيث يمثل حصول تنظيم القاعدة على أسلحة من ترسانة القذافي تقويضا لتلك الجهود.
وفي انعكاس مباشر لتلك الأحداث نُفذت عمليتا خطف لمسؤولين جزائريين، سبق واستهدفت الأولى محافظ منطقة اليزي بالجنوب الجزائري، واستهدفت الثانية الطاقم القنصلي الجزائري بشمال مالي.
ورغم الخلافات الفرنسية الجزائرية الكثيرة إلا أن دوائر فرنسية تعتبر أن الجزائر تمثل بجيشها القوي صمام أمان ضد انتشار العنف الاسلامي المسلح.
وعلى العكس من الولايات المتحدة لا ترغب النخب الفرنسية الحاكمة في صعود الاسلاميين الى الحكم بالدول العربية.
ويعتبر ملاحظون فرنسيون أن ساركوزي ساهم في توطيد نفوذ الإسلاميين في المنطقة ومن ذلك أن أُعلنت إمارة إسلامية في الشمال المالي ما يوفر ملاذا آمنا لتنظيم القاعدة الذي كثيرا ما تعرض بشكل مباشر للمصالح فرنسا بالمنطقة عبر اختطاف رعايا فرنسيين عاملين بمشاريع حيوية فرنسية على غرار اختطاف عمال تابعين لشركة "أريفا" الفرنسية العاملة في استخراج اليورانيوم بالنيجر.
وقال أحد المعلقين إن ساركوزي قرّب النار من مناجم اليورانيوم التي تستفيد منها فرنسا بشكل رئيسي.
مواضيع ذات صلة:
عبد الباري عطوان يكتب عن ساركوزي الذي انقلب السحر عليه في ليبيا
هولاند الرجل الهاديء قد ينجح في الانتخابات الفرنسية
ساركوزي وفن صناعة الذعر
قناة الجزيرة تخون ثقة "القاعدة" إذعانا لضغوط ساركوزي
لا أحد أفضل من الثاني
السلطات الفرنسية تضع ملف مراح في خانة ''سري للغاية''
ساركوزي لا يرحب بمفتي بلاطه في فرنسا
من قال إن باريس منحت القرضاوي تأشيرة دخول إلى فرنسا..؟




